للتراث أهمية كبرى في الإمارات، وهو في مقدمة الأوليات دائماً، فمنذ البدايات الأولى لتأسيس الدولة كان الاهتمام بالتراث يأتي في عمق البرمجة الثقافية، كما أن الدعم المادي للتراث كان في ذروته دائماً. وضمن المشاريع الثقافية الكبرى التي أطلقها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، كان افتتاح معهد الشارقة للتراث، وهو صرح ثقافي علمي كبير. فللتراث عند سموه حظوة كبيرة ومكانة خاصة وواقع مرموق، فمنذ البدايات الأولى كان لسموه مبادرات جليلة في مجال التراث، فمنذ توليه الحكم في إمارة الشارقة، كان له أكبر المبادرات والإسهامات في مجال التراث بصفة خاصة والثقافة بصفة عامة، فقد امتاز سموه بتقديم دعم دائم وسخي، إضافة إلى رعايته وتوجيهاته المباشرة.
وتعد أيام الشارقة التراثية كرنفالاً حياً يتجدد كل عام، ليضم العديد من الفعاليات والأفكار التراثية المتجددة التي تحلق بالموروث الإماراتي إلى فضاء وزمن رحب، وتبرز جمال المفردات التراثية الإماراتية بهدف نشرها و تعريف الجيل الجديد من أبناء الوطن بها، كي يستقوا منها العبر والقيم والعادات الأصيلة، وتسلط الضوء على ما تملكه هذه المنطقة الفريدة من هوّية وقيم حضارية وجمالية أصيلة، وجوانب لا تحصى من وجوه الثقافة والموروث الشعبي الإماراتي، بهدف الحفاظ على تراث الوطن وربط أجياله الحالية والمستقبلية بتراث الأهل والأجداد، فيكون شاهداً على جزء هام من تاريخ الإمارات.
وقد قال عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، أن أيام الشارقة التراثية التي تحظى بدعم كبير ومستمر من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، منذ نسختها الأولى، تعد تظاهرة ثقافية مهمة ومميّزة زاخرة بالفعاليات والبرامج والأنشطة التراثية المملوءة بالنشاط والحيوية والمعرفة والتسلية .
وأوضح أن أيام الشارقة التراثية تعتبر قيمة حضارية وثقافية ومعنوية تقدمها الشارقة إلى الإمارات والعالم العربي، حيث أثبتت الأيام طوال مسيرتها أنها محفل ثقافي مهم للتراث الشعبي والموروث الحضاري .
هذا العام تطلق أيام الشارقة التراثية في عامها الثالث عشر شعاراً جديداً ومرحلة جديدة ، تتضمن معنى جديداً هو “تراثنا نبع أصالتنا”، كما ينظم حملة إعلانية شعبية جديدة لإطلاق الحواس الخمس في حب التراث والاستفادة من معطياته الكبيرة، كما أعدت اللجنة المنظمة للأيام حزمة جديدة ومميّزة من البرامج والفعاليات تسهم في تحقيق أكبر قدر من الفائدة للجيل الجديد والباحثين عن التراث والأصالة والهوية” .
وانطلقت فعاليات أيام الشارقة التراثية الثالثة عشرة في منطقة البطائح بقرية التراث ، بحضور رئيس معهد الشارقة للتراث، عبد العزيز المسلم، ورئيس المجلس البلدي سعادة حران مبارك الجزيعي وأعضاء المجلس البلدي وعدد من الضيوف ، وشهدت الانطلاقة حضوراً كبيراً من مواطني البطائح والمنطقة الوسطى، ومن المقيمين هناك.
وقال رئيس المجلس البلدي سعادة حران مبارك الجزيعي، إن انطلاقة أيام الشارقة التراثية في منطقة البطائح تضمنت عروضاً فنية، ورقصات شعبية كاليولة، وعروض الألعاب التراثية ومسابقات تراثية وفنون الإلقاء الشعري وغيرها الكثير وذلك بمشاركة من مدارس المنطقة وجميع فروع مراكز الأطفال بالمنطقة الوسطي ، كما تم التعرف خلال الجولة إلى المطبخ الإماراتي الشعبي، وما يقدمه من أطعمة شعبية ، وسوق متنوع للأسر المنتجة، وانقسمت القرية إلى البيئة الصحراوية والبيئة البحرية والحضيرة البدوية، لافتاً إلى أن الانطلاقة شهدت حضوراً كبيراً من سكان البطائح والمناطق المجاورة، فهم يعشقون التراث وينتظرون هذا الحدث نظراً لما يقدمه من محاكاة للبيئات الإماراتية المتنوعة.
وأكد رئيس المجلس أن من بين أبرز مهمات الأيام العمل على تعريف الجيل الحالي والأجيال القادمة بأصالة الماضي، وتمكينهم من استكشاف ذلك الزمن، بكل ما فيه من عادات وتقاليد أصيلة تعبر عن الموروث الشعبي للأجداد، والمساهمة في التعرف إلى الموروث المادي والمعنوي، وخلق جيل يعتز بأصالته، ويبني عليها ويطورها بما يضمن تميزها وديمومتها وتفاعلها مع واقعه ومستقبله.
وتابع: تسعى الأيام إلى تعريف الجيل الجديد من أبناء الوطن بتراثه، كي يستقوا منه العبر والقيم والعادات الأصيلة، وتسلط الضوء على هويتنا وقيمنا الحضارية الأصيلة، على وجوانب عدة من وجوه الثقافة والموروث الشعبي الإماراتي، بهدف الحفاظ على تراث الوطن وربط أجياله الحالية والمستقبلية بتراث الأهل والأجداد.